أحمد عاطف (القاهرة)

كشف زكريا مبارك، شقيق الفلسطيني المقتول في السجون التركية زكي مبارك، عن أن السلطات التركية لم تجر أي تحقيق مع شقيقه قبل أن تعلن أنه أقدم على الانتحار بنفسه، وهو الأمر الذي يدلل على تورط السلطات التركية في قتل شقيقه.
وأكد زكريا مبارك لـ«الاتحاد» أنه بدأ حملة كبرى لنيل حقوق أخيه الذي اعتبره قُتل داخل السجون التركية بداية من مصر ومطالباً الدول العربية بالمساندة والدعم، مع مشاركة الجامعة العربية في لجنة دولية للتحقيق يتم تشكيلها في تركيا للوصول إلى أسباب الحادث.
ووصل إلى مطار القاهرة الدولي، مساء أمس الأول، جثمان زكي مبارك قادماً من تركيا. وتسلم زكريا مبارك وأسرته جثمان زكي مبارك.
«الاتحاد» حاورت شقيق الفلسطيني المقتول في السجون التركية الذي كانت ترافقه أسرته ومحاميه خلال رحله يبدأها من القاهرة للمطالبة بحقوق شقيقه كجزء من تصعيد دولي في المؤسسات الحقوقية الكبرى لمساءلة تركيا عن الجريمة التي اقترفتها، منوهاً بأن ما يشغله الآن إلى جانب إثبات براءة شقيقه فضح ممارسات النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان والذي يستخدم الديمقراطية كقناع للتغطية على جرائمه الدولية.
وأكد زكريا أن شقيقه دخل تركيا بشكل طبيعي جداً وعائلته كانت معه وهو الشكل الذي لا يمكن أن يكون شخص عامل لدى مخابرات أي دولة، مشيراً إلى أنه تم اختطافه بشكل غريب ومفاجئ، وليس القبض عليه كما تحاول تركيا الترويج له، وظل بعدها 15 يوماً في حالة اختفاء قسري بدون أي تهمة.
وعن علاقة شقيقه والمتهم معه في القضية وهو «سامر» الذي كانت تربطهما علاقة عمل وصداقة قديمة، وأنه فوجئ بأن الأمر برمته كان نصباً عليه ولم يحصل على أي أموال نتيجة التعاملات التجارية مع صديقه، الأمر الذي شكل مفاجأة له، مشيراً إلى أنه عندما اكتشف هذا الأمر، قضى يوماً كاملاً معه لتسوية الأمور المادية بينهما، وكان مقرراً السفر في اليوم التالي إلى بلغاريا، إلا أنه حين قرر الخروج من المطعم فوجئ بوجود 50 مدنياً مسلحاً أمام المطعم واشتبكوا معهم دون سابق إنذار.
وأكمل زكريا أن الاتصالات انقطعت بشكل مفاجئ مع شقيقه، الأمر الذي جعل كافة أفراد الأسرة يبحثون عنه خاصة وأنه لا يعتاد إغلاق هواتفه الخلوية، مشيراً إلى أنهم حاولوا البحث عنه في كافة الطرق، خاصة مع احتمالية اختطافه من أي من الجماعات الإرهابية والمافيا المتواجدة في تركيا ومنها الموساد باعتبار أنه فلسطيني، إلا أنه علم أن النظام التركي هو من قبض عليه.
وأكد شقيق الفلسطيني المقتول في سجون تركيا أنه قرر التعاقد مع محام للدفاع عن شقيقي، في 19 أبريل، حيث أعلنت وسائل إعلام قطرية وتركية القبض عليه، كما تمكن المحامي من العثور على محل اعتقاله بعدها بفترة قصيرة، وأعلنت قناة الجزيرة القطرية خبر القبض على شقيقه.
وأردف أنه تواصل مع أخيه «تليفونياً عبر المحامي داخل النيابة»، ليؤكد على عدم وجود أي قضية أو شبهة قانونية عليه، فقلت له اعتبرها فترة نقاهة، فما كان رده عليه سوى «باعوني للإخوان».
وأكد زكي أن أخيه تعرض لكافة أنواع التعذيب من الإهانة النفسية وغيرها من أنواع الإهانات التي وصلت به للتأكيد أنه غير قادر على تحمل الوضع داخل السجون التركية، مشيراً إلى أنه قام بلقاء السفير والقنصل بعدها بفترة ليؤكد كذب كافة الادعاءات التي روجها الإعلام القطري والتركي بخصوص القبض على «جواسيس» يحملان الجنسية الفلسطينية، ولفقوا له عدة اتهامات عبثية أخرى بأنه من أتباع عبدالله جولن المعارض التركي، وبعد ذلك زعموا أيضاً تورطه في جمع معلومات عن الجاليات العربية هناك وهي اتهامات غريبة جداً.
وأردف أنه عندما حاول لقاء مسؤولي السلطات التركية، فجأة ظهر خبر في الإعلام أنه انتحر دون أي سابق شيء، ومع السؤال عن أي إجراءات اتخذت فإنه لم يفدنا شخص بأي شيء، على الرغم من عدم وجود أي مستندات أو ما يشير إلى إجراء تحقيقات حول القضية، فقط حفظ القضية مع عدم ذكر أي شيء، وحتى مع المطالبة بالجثمان تم الرفض بشكل كبير في البداية، الأمر الذي يوحي بمدى المؤامرة التي حاكوها ضد الشقيق.
وأضاف أن الفقيد كان رجلاً يحب الحياة ولا يمكن أن ينهي حياته بهذه الطريقة الكرتونية التي تصدرها تركيا وقطر كجزء من المؤامرة التي يتم ترويجها، مشيراً إلى أن الأمر كان واضحاً وأن هناك محاولة لتغطية على الفشل في الانتخابات التركية التي خسر فيها أردوغان أبرز المدن الكبرى ومنها إسطنبول.
وطالب مبارك بضرورة التدخل العاجل في القضية، عن طريق إصدار شجب إزاء قتل مواطن عربي في تركيا من قبل جامعة الدول العربية، إضافة إلى تشكيل لجنة خاصة للحصول على جواب عن التحقيقات التي أجريت في القضية الخاصة بشقيقه، مشيراً إلى أنه لجأ إلى مصر في أول رحلته للدفاع عن حق أخيه المقتول، لأنهم تربوا في مصر وهي حاضنة للدول العربية التي يتم اللجوء إليها في الظروف الصعبة، وهو الأمر الذي شجع العائلة على اللجوء إليها إعلامياً، مطالبين بضرورة تكاتف الدول العربية مع مصر للحصول على هذا الحق.
وزكي مبارك، حاصل على دكتوراه في العلوم السياسية بامتياز مع مرتبة الشرف من مصر، عنوانها «تأثير الأقليات الروسية اليهودية في المجتمع الاسرائيلي»، وهو يبلغ من العمر 55 عاماً، وهو مولود في غزة عام 1963.